السؤال.. كنت يتيمة وكان لأبي أم وأختان وكان أبوه قد توفي قبله بسنوات وقام أبي بتحمل نفقة زواج أخته ويبدو أنهم لم يقسموا ميراثهم وهو 18 قيراطا من الأرض وبعد وفاة أبي دخل الميراث في المجلس الحسبي واتجهت جدتي وبنتاها للمحاكم طوال 20 سنة.
ولم تحكم لهم بشيء وفي الأصل أمي تقول إن أبي هو الذي اشترى 3 أرباع الأرض وليس جدي، والآن لما كبرنا وزع علينا 18قيراطا وجدتي أيضا، فهل هذا الميراث حلال أم حرام؟ وماذا أفعل؟.
الإجابــة: الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فالظاهر من السؤال هو أن الجد توفي عن ابنه ـ والدك ـ وبنتيه وزوجته ولم تقسم تركة الجد حتى مات أبوك، وإذا كان الأمر كذلك فتركة الجد تقسم على ورثته المذكورين في السؤال وهم: زوجته ولها الثمن، وابنه وبنتاه ولهم الباقي تعصيبا يقسم بينهم للذكر مثل حظ الأنثيين، ونصيب الأب يضم إلى تركته ويقسم على ورثته.
وعلى ذلك فنصيب والدكم من تركة جدكم ـ والد أبيكم ـ مباح لكم، لأنه حق لكم، ولكن دعوى أمك بأن والدك يملك بعضا من الأرض التي لجدكم وأنه هو الذي اشتراها.. هي دعوى تحتاج إلى بينة، لأنها دعوى تجر بها نفعا لنفسها.
فإن أقامت أمك بينة على دعواها لم يدخل نصيب أبيكم من الأرض في تركة الجد وإنما يقسم بين ورثة والدكم, وإن لم تقم أمك بينة على دعواها كانت الأرض كلها لورثة الجد ومن جملتهم والدك ونصيبه ينتقل لورثته وأنت منهم.
وننبه السائل الكريم إلى أن أمر التركات أمر خطير جدًا وشائك للغاية وبالتالي، فلا يمكن الاكتفاء فيه ولا الاعتماد على مجرد فتوى أعدها مفت طبقًا لسؤال ورد عليه، بل لا بد من أن ترفع للمحاكم الشرعية كي تنظر فيها وتحقق، أو مشافهة أهل العلم بها إذا لم توجد محكمة شرعية.
فقد يكون هناك وارث لا يطلع عليه إلا بعد البحث، وقد تكون هناك وصايا أو ديون أو حقوق أخرى لا علم للورثة بها، ومن المعروف أنها مقدمة على حق الورثة في المال، فلا ينبغي إذًا قسم التركة دون مراجعة المحاكم الشرعية إذا كانت موجودة، تحقيقًا لمصالح الأحياء والأموات.
والله أعلم.
الكاتب: أ. سارة فريج السبيعي
المصدر: موقع إسلام ويب